تعُد مسألة رؤیة الله تعالى من أهم المسائل العقدیة التی دار سجال المتکلمین حولها بناء على المذاهب التی أنتموا إلیها معتمدین فی إثبات دعواهم على العقل ونص القران الکریم والموروث الروائی، هذه المقالة تستقرء بعض الآیات التی تناولها مفسرین المذاهب الشائعة بین المسلمین واختلاف أرائهم حولها تبعا للاتجاه العقدی التی تبنوها، فذهب بعضهم الى إمکان رؤیة الباری دون تجسیم وزعم آخرون أنها ممکنة بلا کیف وذهب بعضهم إلى عدم وقوعها فی الدنیا رغم الإمکان وأصر آخرون على استحالتها فی الدنیا والآخرة،وتکمن أهمیة الدراسة فی تحریر هذه المسالة الشائکة التی دارت فی اروقة المذاهب حول إمکانیة رؤیة الباری وعدمها وطرق الاستدلال على ذلک ضمن منهج وصفی یهدف لتحلیل المسالة وبیانها من اجل التقریب بین المذاهب حیث لمسنا تشتتاً قائم بینهم، فقد ذهب أهل السنة إلى القول بجواز رؤیة الـلـه تعالى یوم القیامة ووقوعها للمؤمنین واستدلوا علیه من القرآن الکریم والسنة النبویة و تمسکوا بظواهر النصوص لعدم وجود قرینة عندهم للتأویل، وذهبت المعتزلة والشیعة إلى القول بعدم جواز رؤیة الـلـه تعالى یـوم القیامة وعدم وقوعها، واستدلوا على العقل فی تأویل الآیات القرآنیة لأنهم قطعوا بأن الرؤیة یلزم منها الجهة والمقابلة والتحیز واتصال الشعاع بین الرائی والمرئی، وکل هذه المعانی یجب تنزیه الله عنها وهی شروط لا یمکن تخلفها بینما رأى السنة إمکان تخلف هذه الشروط.